من استمع الى خطاب مارك كارني محافظ بنك إنكلترا يدرك تماماً أن إمكانية التدخل للتأثير على مستويات الجنيه الإسترليني تبقى قائمة وبقوة . اذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن البيانات البريطانية تبقى إيجابية الى حد ما ’ الا أن التحدي سيكون هل ستستمر أم لا خاصة في الربع الثاني من العام الجاري؟ ومن ناحية أخرى " استمرار ارتفاع الباوند لن يكون جيداً خاصة في ظل بقاء مستويات الاستهلاك هشة وعجز الميزان التجاري لم يظهر تراجعاً فعلياً ومستديماً ! الجنيه الإسترليني لم يلتفت الى تصريحات كارني وتم... التركيز على الأرقام البريطانية كارتفاع مستويات الأجور وبقاء مستويات البطالة مستقرة عند 5.5% .
كأنما أحداث العام الفائت تتكرر الآن عندما ارتفع الباوند بقوة خلال النصف الأول من العام 2014 قبل أن يبدأ مسيرة التراجع القوية من تموز الفائت ووصل الى مستويات 1.45$ للدولار الأمريكي الواحد خلال الشهر الفائت.
أن قوة الدولار الأمريكي ستكون على المحك مع استمرار توارد الأرقام السلبية " واذا بقي الدولار الأمريكي متراجعاً هذا سيعمق من الضغوط على بنك إنكلترا الذي بالأساس مازال يقوم بعمليات شراء أصول بقيمة 375 مليار جنيه إسترليني شهرياً والتي ترتبط أصلاً ببقاء الباوند ضعيفاً.
أما أسعار الفائدة التي يبدو أنه لاأحد مهتم بها الآن في بنك إنكلترا " على الأقل ليس قبل الربع الثاني من 2016 " فستكون خارخ الاطار حالياً , ما معناه أن الجنيه الإسترليني سيكون معرضاً بشدة لأية أخبار سلبية لأن ارتفاعاته غير مدعومة حالياً بسياسة نقدية " بل ضعف الدولار الأمريكي هو من رفع من مكاسبه الحالية.